عوده البحاره المختطفين في الصومال

يوما قضاها أفراد طاقم السفينة «بلو ستار» التى تم اختطافها على يد القراصنة امام السواحل الصومالية وعاد صباح امس افراد الطاقم بالكامل الى الاراضى المصرية بعد دفع الفدية. داخل مطار القاهرة اختلطت دموع الفرح بين العائدين وأسرهم ورصدت «المصرى اليوم» تفاصيل فرحة افراد الطاقم الذين تحدثوا عن تفاضيل الرحلة والاختطاف والمفاوضات التى كانت تحدث معهم للضغط على الحكومة من قبل الخاطفين لدفع الفدية.

الرحلة انطلقت فى بداية شهر ديسمبر الماضى من ميناء السويس فى رحلتها الاولى وبعد ٢٥ يوما وصلت الى ميناء عدن وكانت الاتصالات بين أفراد الطاقم وأقاربهم وصاحب العبارة للاطمئنان عليهم وعلى سير الرحلة.. وبعد الخروج من ميناء عدن وبالتحديد فى اليوم الاول من السنة الجديدة فوجئوا بمجموعة من القراصنة يحاصرون السفينة ليلا ويطلبون منهم التوقف عن المقاومة ومهاجمتهم بخراطيم المياه وإلا سيطلقون عليهم النيران من اسلحتهم وتغرق السفينة وبعد محاولات ٣ ساعات نجح القراصنة فى السيطرة على السفينة واقتيادها الى منطقة «إى».

قال إبراهيم عتمان كبير المهندسين بالسفينة: فوجئنا قبل الاختطاف بتحذيرات من سفينة يونانية بوجود قراصنة من المنطقة ولكن الهجوم تم تنفيذه من قبل المجموعة ليلا فلم نستطع التعامل معهم، وبعد سيطرة السفينة على يد القراصنة تم اقتيادها الى عدة مناطق وهم فى طريقهم الى مدينة الصومال حتى تم الوقوف فى منطقة «إى» والتى تبعد عن مدينة مقديشو عاصمة الصومال بـ٥٠٠ كيلومتر فقط وبعدها طلب الخاطفون منا الاتصال بأهلنا واخبارهم بالاختطاف ومطالبتهم بدفع مبلغ ٢٥٠ الف دولار كفدية للإفراج عنا، وهدد الخاطفون افراد الطاقم بان أى محاولة للتحدث معهم او السؤال عن أى تفاصيل سيكلفهم حياتهم وطلبوا منهم التزام الصمت وعدم التحدث معهم حتى لا يصاب أى منهم بأذى.

ويضيف «المهندس»: تم اقتيادنا بعد ذلك الى الغرف السفلى بالسفينة واخبرونا بتعليمات جديدة بعدم الظهور او التواجد على سطح المركب عدا ٣ افراد فقط من الطاقم لتشغيل المواتير وانارة المركب.الخاطفون كانوا فى البداية ٨ اشخاص وكانت اعمارهم تتراوح بين ١٨ و٢٠ عاما ولكن جميعهم مسلحون بأسلحة ثقيلة وحديثة وكانوا جميعهم يحملون فى ايديهم السلاح وفى اليد الاخرى زجاجات الخمر، وكانت تظهر عليهم الهمجية فى التعامل وطريقة الحديث.

احمد محمد عبدالوهاب «ميكانيكى» قال: فى اليوم الثالث اتفقنا فيما بيننا على الهجوم على الخاطفين واعادة السيطرة على السفينة مرة اخرى وخاصة ان عدد الخاطفين كان لا يزال ٨ اشخاص فقط. وبعد ذلك استطعنا الصعود الى سطح المركب وشاهدنا العديد من السفن الاجنبية المخطوفة ايضا.

مر الأسبوع الأول على الرهائن فى رعب، بعض افراد الطاقم انهاروا من البكاء، وآخرون انزووا جانباً وأخذوا يصلون ويدعون لإنهاء أزمتهم. وعندما شاهدهم احد القراصنة يبكون توجه إليهم وأبلغهم بأنه لن يفعل فيهم شيئاً، وأن كل مطالبهم هى المال فقط، وأنهم سيعودون إلى منازلهم سالمين إلا إذا اضطرته حكوماتهم إلى أن يغير خطته.

يسرى أحمد مهندس رابع بالسفينة يضيف: لم يشغل بالى وقتها غير مروان ومنة طفلىّ اللذين لم يتعد عمرهما الخمس سنوات ووالدتهما التى كانت تطلب منى دائما التوقف عن الخروج فى تلك الرحلات والاكتفاء بعملى فى الاسكندرية باحدى الشركات الخاصة.. كنت اخشى عدم العودة مرة اخرى وان يتربى طفلاى يتيمين ويفقدا والدهما.

محمد عبدالحميد محمود «سفرجى» قال: بعد مرور اسبوع على الاختطاف فقدت الامل فى العودة وقررت ان اكتب وصيتى وان ارسلها الى اهلى فى القاهرة..وبعد ان قمت بكتابتها تذكرت انى لن استطيع إرسالها الى اهلى وقمت بتقطيع الورقة وبعدها قررت ان أتلو الشهادة خوفا من الموت.

وقال محمد عبد الكريم بحار على متن السفينة إن «بلوستار» تلقت رسالة من سفينة يونانية تفيد بمحاولات قراصنة للسيطرة على سفينتهم، وحذرت جميع السفن فى المنطقة من التعرض لغاراتهم، فى صباح يوم ٣١ ديسمبر الماضى، وأن بعض القراصنة لقوا مصرعهم فى محاولة السيطرة على السفينة اليونانية وهرب الباقون، وقطع القراصنة فرص هرب «بلوستار» ناحية السواحل اليمنية.

يقول محمد: «وضع القبطان على أنسى، ومحمد عبدالحميد، خطة وسرقا شريحة موبايل أحد الخاطفين وهو فى حالة سكر، وكنا نستخدمه فى الاتصال بذوينا وبالمسؤولين». و تابع: «حاولنا مصادقتهم لامتصاص غضبهم، وعلمنا أنهم كانوا فى الجيش الصومالى، ومدربون جيدا، وأنهم يتعاملون مع القرصنة على أنها حقهم، لأن معظمهم فى الأصل صيادون حرمتهم المراكب الكبيرة من الصيد، وبدأوا فى القرصنة على مراكب الصيد ثم انتقلوا للسفن الكبيرة لأنها مربحة أكثر وفلوسها كثيرة».

الموقف فى القاهرة هنا كان اشد سخونة وخوفا من قبل الاهالى وصاحب السفينة على افراد الطاقم وبدأت المفاوضات من قبل جهات سيادية عن كيفية دفع المبلغ وارساله الى الخاطفين وضمان سلامة عودة افراد الطاقم.

مر شهر كامل على الاختطاف ونفد وقتها الطعام و المياه من افراد الطاقم وعندما طلبوا من الخاطفين توفير الطعام والمياه ردوا عليهم «مش مسؤوليتنا احضروا لنا الفلوس ونفرج عنكم سريعا»..

وبعد مرور شهرين كاملين على الاختطاف وصلت المفاوضات بين الحكومة المصرية والخاطفين الى دفع مبلغ مليون دولار كفدية وتقرر ان يسافر صاحب السفينة القبطان عبدالرحمن العوا الى الصومال لدفع الفدية والعودة بافراد الطاقم..وصباح امس وداخل مطار القاهرة وصلت الرحلة رقم ٨٥٠ الى مطار القاهرة وعلى متنها ٢٥ من افراد الطاقم