السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحدثكم اليوم عن رجل عجيب .. رجل غريب!!!!!! رجل عظيم!!!!!
ينام في اليوم فقط 4 ساعات والباقي لله !!
موعد نومه من الساعة الـ 12 ليلا وحتى الساعة الـ 3 فجرا والباقي في قيام
وساعة واحدة ينامها بعد العصر
نظامه يستيقظ الساعة الثالثة فجرا فيتوضأ ويصلي ما شاء الله له أن يصلي ولم يعرف عنه أنه أذن المؤذن لصلاة الفجر وهو نائم .. ومن ثم يذهب ليصلي ويذكر الله إلى الشروق ثم يذهب لعمله في الدعوة والإرشاد إلى العصر ..
ويعود إلى بيته فيصلي العصر وينام ساعة ثم يستيقظ ويدخل إلى الصوان المعزول عن البيت والذي يتجمع فيه تلاميذه وطلاب العلم وطبعا هذا الصوان مفتوح على مدار الساعة
والوجبات الثلاث تقدم يومياً وبتكاليفه الشخصية تكرمة منه .. ووقت الغداء لا يأكل سوى برتقالة واحدة فقط !!
حياة غريبة لشخص أحبه الناس في كافة بقاع الأرض ..
نجمنا اليوم /الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته :
ولد الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في ذي الحجة سنة 1330 هـ بمدينة الرياض وكان بصيرا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346 هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350 هـ وحفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ثم جدّ في طلب العلم على العلماء في الرياض ولما برز في العلوم الشرعية واللغة تم تعيينه في القضاء عام 1357 هـ ولم ينقطع عن طلب العلم حتى وفاته رحمه الله حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك،
وقد عنى عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف محل اعتبار وهي درجة قل أن يبلغها أحد خاصة في هذا العصر.
مشايخه :
تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء ومن أبرزهم: الشيخ محمد بن عبداللطيف قاضي الرياض، الشيخ صالح بن عبدالعزيز ، الشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض، الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال في الرياض، سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية وقد لازم حلقاته نحوا من عشر سنوات وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347 هـ إلى سنة 1357 هـ، الشيخ سعد وقاص البخاري من علماء مكة المكرمة أخذ عنه علم التجويد في عام 1355 هـ.
أعماله ومناصبه:
تولى الشيخ العديد من المناصب منها على سبيل المثال :
1 - رئاسة هيئة كبار العلماء في المملكة.
2 - رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة.
3 - عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
4 - رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد.
5 - رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
6 - عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
7 - عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة.
ولم يقتصر نشاطه على ما ذكر فقط كان يلقي المحاضرات ويحضر الندوات العلمية ويعلق عليها ويعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أصبح صفة ملازمة له.
مؤلفاته: فهي كثيرة جدا نذكر منها:
1- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة.
2- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية
3- التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة (توضيح المناسك).
4- التحذير من البدع ويشتمل على أربع مقالات مفيدة (حكم الاحتفال بالمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ احمد).
5- رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.
6- العقيدة الصحيحة وما يضادها,, وغيرها كثير من مؤلفاته.
بعض القصص التي تبين عظمة هذا الرجل الجليل:
1- حين تم تكريم الشيخ بجائزة الملك فيصل ـ رحمه الله ـ وكان هو أول شخص يستلمها فقال الأمير خالد الفيصل: " إن الجائزة لتتشرف بأن يستلمها شخص مثل الشيخ عبد العزيز بن باز , ثم نزل عن المنصة وقبل رأس الشيخ وسلمه المظروف وكان بداخله شيك بمليون ريال !!
فأخذ ابن باز الجائزة ونادى أن يؤتى بالمايكرفون وقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه : إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية , وأنا أقبلها منكم , ولي الحق بالتصرف بها كما أشاء , ثم نادى مساعده الخاص وقال:
اكتب خلف المظروف شيك مصدق لمراكز تحفيظ القرآن الكريم !!
وأنا هنا أقول من منا يستطيع فعل مثل هذا العمل وأن يتصدق بمليون ريال تهدى إليه على طبق من ذهب ..!!!
2- كان للشيخ محاضرة في القصيم وكانت الساعة الثالثة عصرا فقال
لمساعديه نذهب الآن براً (والطريق مدته ثلاث ساعات مما يعني أن ساعة ا لنوم بعد العصر ألغيت) ..
وصلوا إلى القصيم ومن محاضرة إلى مقابلة إلى مقابلة إلى مقابلة وانتهوا حين أصبحت الساعة 1 ليلا فقال مساعدوه: لعلك تعبت يا شيخ وتريد أن تنام في أي فندق فقال: لا....نتوكل على الله ونرجع إلى الرياض
(مما يعني أنه لا يوجد نوم !!)
وهم في الطريق أتت الساعة الـ 2 ليلا قال الشيخ: لعلكم قد تعبتم .. هيا لنخلد إلى الراحة فأوقفو السيارة في البر وطلب منهم أن يوجهوا وجهه للقبلة لأنه أعمى
ومع جمال الليل في البر .. تعب الجميع من الرحلة .. كان لا بد من رجل لهذه الليلة
فإذا بن باز رحمه الله قائم يصلي لله والجميع نيام كالموتى ..
يقول أحد الحضور قمت فرأيت الشيخ بن باز قائم يصلي ويقرأ ويردد قول الله تعالى: (( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )) وهو يبكي والدمع على وجهه فقال الشاهد: فاحتقرت نفسي .. الشيخ رجل كبير وأنا شاب ولا أقوم مثله .. فقام يصلي خلف الشيخ
فما لبث أن انتهى من الركعة حتى أغمي عليه من التعب
وقال: فقمت الثانية فإذا هو على نفس حاله لم يتغير ويقرأ نفس الآية .. ونمت الثالثة وعندما قمت رأيته على نفس حاله لم يتغير .. فأحس بوجودي فأسرع في إنهاء صلاته وغطى نفسه،بسجاده ..فقمت وأذنت لصلاة الفجر
فقام الشيخ من فراشه وقال: الله المستعان .. يؤذن الفجر وأنا على فراشي !!
سبحان الله مع انه لم ينم .. أيضا لم يرد أن يقع في الرياء
بالفعل رجال أخلصوا عملهم لله وأحبو الله فأحبهم وحبب الناس فيه.
وفاته :
توفّي الشيخ رحمه الله يوم الخميس 27/1/1420 هـ عن عمر يناهز 89 سنة قضاها رحمه الله في الجد والاجتهاد والعمل الصالح وطلب العلم وتعلمه وبذله والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله وقضاء حوائج المسلمين ومساعدتهم والوقوف معهم رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته وأنزله منازل الأبرار وجمعنا به في دار كرامته ومستقر رحمته.
ولقد صلى على جثمانه بعد صلاة الجمعة خلق كثير وجموع غفيرة لا يحصيهم إلا الله عز وجل ، وهذا برهان ودليل محبة الناس له، رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز
http://www.binbaz.org.sa/